الضغط: قليله مفيد كثيره مضر

10/08/2013 10:05

الكثير من الضغط أمر غير صحي

كلنا مر في تلك اللحظات التي يقرر فيها الإنسان في  بداية كل سنة دراسية جديدة أن نبدأ  الدراسة في وقت مبكر ونستغل الوقت وتمر الأيام ونفاجأ بأننا قد وصلنا إلى نهاية العام الدراسي ولم نستطع من الحفاظ على برنامجنا الدراسي الذي كنا ننوي السير وفقه وما أن يطرق الامتحان الأبواب حتى نصاب بالضغط.

 فلماذا يحدث الضغط وما هي التأثيرات الممكنة له على الصحة وكيف يمكننا تجنب الانزلاق في حلقة الضغط المفرغة؟

العصبية والفوضى من السمات الأساسية التي نلاحظها على الإنسان المرهق. فضغط الوقت وشعور الإنسان بأنه لم ينجز الكثير وأن هناك كم كبير من المهمات التي تنتظره والتي عليه إنجازها و لا يعرف كيف سيبدأ بسبب وجود كثير من المهمات التي لابد من إنجازها في الوقت نفسه، يبدأ من هنا أم من هناك، فيتوتر ويصبح عمله فوضوياً ولا ينجز شيئاً، فيغرق في حلقة مفرغة لا يدري للخروج منها سبيلاً. فتحت ضغط الوقت يتم اتخاذ قرارات سريعة بدلاً من أن تكون القرارات مثالية وينخفض الإنجاز وتصبح نتيجة العمل غير مرضية: والنتيجة ضغط جديد

 

ويعتبر الضغط وظيفة طبيعية جدا ويساعدنا على تنشيط كل الاحتياطات في المواقف الحرجة والمهددة. ولكن عندما تتحول الحالة التي سببها الضغط إلى حالة مستمرة ولم يتم التخلص من الطاقة التي تم إنتاجها في حالة الضغط من خلال الرياضة مثلاً أو من خلال القيام بنشاطات أخرى عندئذ يمكن للضغط أن يتحول إلى مشكلة جدية بالنسبة للصحة والإنجاز. وكلنا يعرف علائم الضغط: من صعوبات التركيز مروراً بالصداع حتى اضطرابات الدورة الدموية وآلام المعدة. وفي الواقع فإن الجسد كله يشارك ويتأثر من حالة الضغط التي تنعكس على كل عضو من أعضاءه بدءاً من الدماغ وانتهاء بالعضلات.

 

ففي حالة الضغط يتم إنتاج هرمونات الضغط كالأدرينالين والنورادرينالين والكورتيزول. وهذه المواد تقود إلى ارتفاع سرعة التنفس ونبض القلب والعمليات الحيوية الاستقلابية وتنخفض قدرة المناعة  ويرتفع عامل التخثر الدموي.

 

و يتم تركيز وشحذ  وظائف الإدراك على العوامل المرهقة المهمة . ويتم إدراك الأخطار والمشكلات الكامنة بشكل أكثر وضوحاً. ويتهيأ الدماغ إلى " الهجوم ". وتزداد حدة العدوانية والعصبية والإثارة.

 

ويتهيأ الجسد في كذلك ويصبح في حالة جاهزية كاملة وخصوصاً الجهاز الهيكلي والعضلات.  وكأن الجسد في حالة تهيئ للقفز. والنتيجة تشنجات وتوتر بعد يوم من الضغط والتي يمكن أن تقود إلى الصداع.

 

و ينخفض كذلك نشاط المعدة والأمعاء . أما العواقب فهي ألام بطن وغثيان وصعوبات هضم

 

ويرفع الضغط من حدة النبض وضغط الدم .  ولدى الأشخاص الذين يعانون أصلاً من ضغط الدم يرتفع احتمال الإصابة بالذبحة القلبية . ويظهر تسرع في القلب وعثرة فيه.

الضغط المدرسي أو الدراسي

يرتفع الضغط وقت الدراسة وخصوصاً في المرحلة الأخيرة من السنة قبل الامتحان وخصوصاً عندما يتم اكتشاف التقصير والثغرات المعرفية وفي المحاولة اليائسة لتعويض هذا النقص تنخفض الثقة بالنفس. كما وأن العوامل الشخصية أو عدم الرضى العام يمكنها أن تكون  من عوامل الضغط الدراسي.

 

فالمشكلات الشخصية و الأسرية يمكنها أن ترهق وتعيق قدرة الإنسان على التعلم بشكل كبير.  وحتى وإن كان  هنا لا يوجد وصفة صالحة هنا لتقديمها فإنه معالجة هذه المشكلات ومنعها من التفاقم هي الحل الأمثل لتجنب الضغط وآثاره المعيقة.

فكبت المشكلات أو حملها للعمل لا يجدي شيئاً  إذ أنه عندما ينشغل اللاشعور بالمشكلات المكبوتة  فإن عملية التعلم كلها تتضرر. ذلك أن جزءاً كبيراً من الإدراك والتركيز منصب على المشكلات التي تأخذ الحيز الأكبر من الشعور واللاشعور. 

ومن هنا خطط بفاعلية للتطرق للمشكلات  وابحث عن المساعدة لدى الأصدقاء والأقارب أو المرشد النفسي أو حتى المعالج النفسي .

 

وكثير من صعوبات التعلم يصنعها الإنسان بنفسه. فمثلاً عندما لا يتم التمييز بين الوظائف المهمة وغير المهمة أو الأقل أهمية فإنه من المنطقي أن تكون النتيجة تضييع وقت كبير في الانشغال بالوظائف الأقل أهمية و لا يعود هناك وقت للوظائف المهمة.

 

وبالنسبة لكثير من الناس فإن الخطوة الأولى هي الأصعب. سواء كان ذلك الاستيقاظ المبكر أم  اللحظة التي يجلس فيها المرء أمام ورقة فارغة ليكتب شيئاً. وهنا يفكر المرء بكل شيء- ولكن ليس بالدراسة

اكتب  أو سجل ببساطة أفكارك  التي تدور في رأسك في هذه اللحظة على ورقة إذا ما كنت لا تستطيع التركيز وضع هذه الورقة في المكان الذي تقضي فيه استراحتك.

وحاول الآن التركيز علة المهمة المطروحة أمامك وفي فترة الراحة تستطيع العودة إلى الورقة ثانية التي سجلت عليها أفكارك فتتأمل فيها أو حتى تكملها بما يدور في ذهنك.

 

من يفقد النظرة العامة ( البانوراما)  فسوف يشعر بالضغط أو بأنه يحمل أكثر مما يستطيع  لأنه لا يرى إلا الجزئيات حوله والتي لا تنتهي.وهذا يمكن أن يقود بسهولة إلى الحلقة المفرغة.

ولكن هناك مخرج من ذلك : خطط عملك مسبقاً وعندها سترى ما ينتظرك وتستطيع العمل بهدوء.

 

ولكن هناك أمر مهم لابد من التأكد منه وهو هل لدراستك معنى بالنسبة لك؟

فإذا ما شعرت عند الاستيقاظ بمشاعر "أنك موجود في الفيلم الخطأ"  وأن مزاجك يتعكر عندما تفكر بالدراسة  وتشعر بالنفور عندما تفكر في نوع دراستك ..الخ  فإنه قد حان الوقت لتفكر لماذا تتحمل كل ذلك في الواقع؟

لا نريد هنا أن ندفعك لترك الدراسة على العكس  بل عليك أن تدرك لماذا تتعلم وما هي الأهداف الشخصية والمهنية التي تسعى إليها.  وما الذي تريد تحقيقه في وتغييره في حياتك.. تصور أنك  بعمر 70   وتنظر لحياتك للوراء . ما الذي أردت تحقيقه ؟ وهنا فسرعان ما ستدرك أن الدراسة ليست هدفاً بحد ذاته وإنما هي خطوة على طريق هدفك مهما كان نوعه.

فإذا ما توصلت لهذه القناعة فربما يصبح الطريق إلى المدرسة أو الجامعة أسهل بالنسبة ل

حرر ذهنك: يؤثر التفكير بموقف الامتحان على المزاج ويشعر الإنسان بالتشنج بدلاً من الاسترخاء . وهنا ليس من العجب أن يفقد الإنسان مزاجه في الدراسة. ولكن يمكن أن يتم الأمر بشكل آخر:

فكر بعطلتك الأخيرة  أو بمواقف أخرى مفرحة وحاول الآن أن تتصور كيف سيسير الامتحان  إذا ما كنت مسترخياً. إنك سوف تصبح هنا أكثر ثقة وتجيب عن الأسئلة بهدوء وتترك السؤال الذي لم تعرف الإجابة عنه للنهاية

 

للخلف