الذكاء

10/08/2013 09:21

الذكاء

لو سألنا 100 متخصص عن الذكاء لحصلنا على 100 إجابة مختلفة. فهناك خلاف كبير بين علماء النفس وعلماء الطبيعة حول #الذكاء منذ أكثر من 100 سنة. يحاول العلماء اليوم رؤية الدماغ في أثناء التفكير من خلال التصوير الدماغي المدعوم بالكمبيوتر، للوصول إلى نتائج موضوعية. وهناك طريق آخر لقياس قدرة الإنسان على الإنجاز ووصفها من خلال اختبارات الذكاء. وسوف تشغل العلماء لسنوات طويلة.

الذكاء المتعدد

ينادي عالم النفس هوارد غاردنر بالذكاء المتعدد، الذي تكون فيه القدرات المختلفة واضحة بدرجات مختلفة، وهي في مجموعها تشكل إمكانات الذكاء عند الإنسان.

  • الذكاء اللفظي
  • الذكاء الرياضي المنطقي
  • الذكاء المكاني
  • الذكاء الموسيقي
  • الذكاء الاجتماعي
  • السيطرة على الجسد

لايوجد حتى الآن وصف علمي طبيعي دقيق لقدراتنا الذكائية.

الذكاء الوجداني أو الانفعالي

أصبح مفهوم الذكاء الوجداني مشهوراً من خلال كتاب يحمل نفس العنوان لدانييل غوليمان Daniel Goleman. فهو يرى أن التفكير والإحساس يشكلان وحدة يحددان تصرفات وقدرات الإنسان الذكائية. ويعني الذكاء الانفعالي التمكن من تقدير الإنسان لنفسه ومشاعره بشكل جيد  ومن "إدارتها بشكل جيد أيضاً"

والحالة المزاجية كالكآبة والقلق أو التوتر يمكن "تقنينها" في الذكاء الانفعالي أو الوجداني بشكل أفضل ومن ثم لاتصبح معيقة لعمليات التفكير. كما يصف الذكاء الوجداني القدرة على التمكن من الإحساس بالآخرين والاستجابة للمواقف بشكل أفضل والاستجابة للمواقف بصورة أحسن. وفي عالم العمل يصبح العمل ضمن  فريق والقدرة الدافعية وإدارة الموظفين تصبح أكثر أهمية.

وطبقاً لذلك يمكن للذكاء الانفعالي أن يكون مفتاحاً للنجاح في مجتمعنا، كما يرى المنادون بنظرية الذكاء الانفعالي.

وقد تم تطوير مقياس للذكاء الوجداني إلا أن كثير من العلماء لايقرون بقدرته التنبؤية، وهناك من يشكك أصلاً بتصور الذكاء الوجداني.

الذكاء ودور الوراثة

تقد قياسات الذكاء على التوائم الشقية وغير الشقيقة دلالات على أن الفروق في الذكاء بين البشر ترجع في 50% منها إلى الوراثة على الأقل. إلا أنه لم يتم التمكن حتى الآن من تحديد "المورث المسؤول عن الوراثة" بوضوح، ويشك العلماء بألف مورث مختلف. فإنجازات الدماغ تنجم عن وظائف عدد هائل من المورثات، تؤثر على بعضها بصورة متبادلة.

الموهوبون

في أمريكا وبريطانيا تطلق على الأولاد مرتفعي الذكاء "الأطفال الموهوبون gifted children"، ويتم إثراؤهم هناك بصورة خاصة، لصالح المجتمع. ويتصف هؤلاء الأطفال بعدة صفات تساعد الوالدين على التعرف عليهم، منها: 

  • القليل من النوم
  • النمو المبكر للغة (جمل كاملة منذ  السنة والنصف)
  • أسئلة مستمرة (تكون في أكثرها على المستوى المجرد)
  • يقرأ لوحده أو يقرأ كثيراً أو كليهما،
  • يهتم في الغالب لفترة طويلة بموضوع واحد،
  •  يمتلك معرفة تفصيلية كبيرة.

ويشترك جميع الموهوبين بالإضافة إلى ذلك بالقدرة العالية على التركيز وقدرة سريعة على الاستجابة.

الموهوبون والمدرسة

هل الصورة العامة عن الموهوب بأنه غير مفهوم ومنعزل صحيحة أم خطأ؟

من الصعب تقديم إجابة قاطعة عن هذا السؤال. فالكثير من الموهوبين يتكيفون بشكل جيد مع النظام المدرسي ويكونوا واثقين من أنفسهم ويحققون إنجازاً جيداً. وبالمقابل فإن الموهوبين الذين تطلق عليهم تسمية "منخفضي الإنجاز Underachiever" يلتون النظر إليهم من خلال السلوك السلبي. وفي  بعض الحالات المتطرفة تم تصنيف الموهوبين من قبل المعلمين بأنهم يعانون من إعاقات في التعلم. وربما تكمن أسباب الإنجاز المدرسي الضعيف بحد ذاته  للطلاب مرتفعي الذكاء في عدم الحث المستمر والملل الناجم عن ذلك. فالموهوبين غالباً ما يكونوا سابقين في نموهم وبنية تفكيرهم لأترابهم. وقد يقود ذلك إلى العزلة.

وبعض الأطفال يعزلون أنفسهم لأنهم يشعرون أنه غير مفهومين من الأتراب والراشدين، أو لأنه يتم نعتهم "كثير الكلام" وعندئذ غالباً ما يشعرون بأنهم مختلفون، أنهم غير طبيعيين. ويمكن أن يتجلى هذا لدى الصبيان بمشكلات سلوكية من نحو التشويش على الحصة الدراسية والعدوانية وعدم الصبر. وتحاول البنات الموهوبات بالمقابل التلاؤم مع المعايير، يحظين بسرعة على صورة الطموحة، ويحلمن وينسحبن حتى أنه أحياناً ما تحصل لديهن اضطرابات نفسية جسدية. كما هناك تقارير تشير إلى أنه قد تم تشخيص اضطرابات عامة في الانتباه أو فرط نشاط لدى الموهوبين. إلا أن هذه الصورة ليست هي الصورة الطبيعية وليس كل طفل يعاني من اضطرابات سلوكية موهوب. أما النسبة فمن الصعب تقديرها.

مشكلات التعامل مع الآخرين

هناك صورة راسخة في كثير من الأذهان تتمثل في أن الموهوب شخص غريب الأطوار، شارد الذهن . وكثير من الموهوبين يعتبرون "صعبين". وأحياناً غريبين عن العالم، وغارقين في التفكير والتأمل، وأحياناً يستغرب الآخرين كيف يقومون بقفزة في التفكير لايستطيع كثير منهم فهمه. متكبرين وحساسين جداً وناقدون لأنفسهم ومثاليين – ومثل هذه الوصوفات موجودة بكثرة.

وربما يعاني كثير من الموهوبين من التعامل مع محيطهم ويكونوا منعزلين اجتماعياً. إلا أنه لا يمننا تعميم هذه الصورة.فالدراسات تشير إلى أن الموهوبين غالباً ما يمتلكون بصورة واضحة وعياً خلقياً ووعياً بالمسؤولية وقدرة على التعاطف.

للخلف