نموذج المنشأ الصحي

يشمل نموذج المنشأ الصحي أربعة نماذج تتفاعل مع بعضها:

  1. متصل الصحة: تتطور صحة الإنسان على متصل "المرض-الصحة". فهو، أي النموذج يحاول تفسير تحرك حالة الصحة على أساس المتصل، ويؤكد على الثنائية بين "الصحة والمرض"، ليراعي بهذا كل البشر في هذا النموذج الصحي.
  2. مفهوم التوتر (الضغط Stress): تؤثر على الناس باستمرار ضواغط (عوامل ضغط Stressors)نفسية اجتماعية وجسدية وبيوكيماوية داخلية وخارجية. وهذه الضواغط تولد حالة من التوتر. ويرغب الإنسان في تخفيض هذا التوتر، ومن أجل هذا يقوم بتقدير التوتر ويستخدم ما يتوفر له من استراتيجيات مواجهة. فإن استطاع تخفيض التوتر  فإن هذا يقود إلى أن يتحرك الإنسان على متصل الصحة-المرض باتجاه الصحة، وإن لم يتمكن من تخفيضه يتحرك باتجاه "المرض".
  3. الموارد العامة للمقاومة: ويقصد بها "كل سمة لشخص ما أو جماعة أو محيط يمكنها أن تسهل حصول مواجهة فعالة للتوتر" نحو الموارد الاجتماعية النفسية ذات الجذور التاريخ-حياتية-الفردية والمجتمعية، هوية الأنا، قدرات جيدة في المواجهة، روابط اجتماعية، استقرار ثقافي.

ويقود توفر (امتلاك) موارد المقاومة العامة إلى خبرات الحياة التي تؤدي إلى التماسك Consistency  . كما تقود المشاركة الاجتماعية والضبط الشخصي إلى إنتاج التوازن وتحقيقه بين المطالب المنخفضة والمرتفعة.

 

  1.  4-  مشاعر التماسك  Sense of Coherence  والتي يرمز لها اختصاراً SoC  : يقود امتلاك الموارد إلى خبرات حياتية من الاتساق (التماسك أو التناغم) والمشاركة وتوازن المتطلبات. وعن هذا يتطور توجه إيجابي ثابت نسبياً وقناعة بأنه يمكن فهم الحياة من حيث المبدأ وأنها ذات معنى ولا بد من مواجهتها. وتطلق على هذا التوجه الحياتي تسمية مشاعر التماسك، ومن ثم فهو يتألف من المركبات الثلاثة التالية:
  • الشعور بالوضوح Intelligibility (عالم الحياة الخاص واضح ومفهوم ومنظم  structured معرفياً)
  • الشعور بإمكانية المواجهة (من المفترض من حيث الجوهر من مواجهة المطالب الظاهرة في الحياة بالموارد الذاتية).
  • الشعور بالمعنى (الحياة الخاصة ذات قيمة ومعنى ومن ثم فإنه من الجدير بذل (استثمار) الطاقة فيها.

والناس الذين لديهم إحساس بالتماسك وفق هذه النظرية يستطيعون مواجهة الضغوط التي تواجههم بشكل أفضل ويسخرون الموارد المتوفرة بشكل أمثل ومن ثم قادرون على تحريك أنفسهم باتجاه قطب الصحة.